
إنّ تنمية حس المسؤولية تعني أن يكون الشخص أهلًا للثقة وأن يكون مسؤولًا عن تصرفاته. لذلك يجب أن تشجّعي ولدك على أن يكون شخصًا مسؤولًا منذ سن مبكرة. ويتطلّب ذلك أن تقومي بجهد كبير من جهتك وأن تتحلي بالصبر. ولكن هذا الجهد لن يذهب سدى، بل إنّه مفيد لك ولولدك.
إليك بعض النصائح كي يصبح هذا الهدف حقيقة:
ابدأي بتعليم ولدك منذ نعومة أظافره: ما إن يصبح ولدك واعيًا بما يكفي ليفهم الأمور، يمكن أن يبدأ بتقديم المساعدة. قد تكون مساعدة بسيطة كأن يحضر لك حفاضًا نظيفًا أو أن يعطيك زجاجة الحليب عندما ينتهي من شربها.
يتمتّع الأولاد برغبة كبيرة في المساعدة. حتى من هم دون السنتين يحبون القيام ببعض الأمور لمساعدة أهلهم.
كما يمكنك تشجيع ولدك من خلال ابتكار بعض الأمور ليساعد فيها ثمّ تمدحينه على ما قام به. فذلك سيساعد أيضًا في تنمية شخصيته وثقته بنفسه، بالإضافة إلى تحديد نمط يعتاد من خلاله على تقديم المساعدة منذ الصغر.
لا تشتري المساعدة من طفلك: لا تقدّمي لولدك المكافآت مقابل تقديمه للمساعدة. فأنت تريدين أن تنمي لديه الرغبة في تقديم المساعدة لا تستند إلى الحصول على مقابل.
تريدين أن يشعر ولدك بقيمة تقديم المساعدة والسعادة التي يمنحها ذلك. إذ عندما يحصل على مكافأة مقابل المساعدة التي يقدّمها، سيتمحور تركيزه على ما سيحصل لديه بدلًا من التركيز على كيفية تقديم المساعدة.
وهذا لا يعني ألّا تعطي طفلك شيئًا على الإطلاق مقابل مساعدته. ولكن لا يمكن أن يبدو الأمر كما أنّه “يتقاضى أجرًا” مقابل هذه المساعدة. ولكن يجب أن تعالجي الأمر بهذه الطريقة.
مثلًا، بعد أن يقوم ولدك بمساعدتك، يمكن أن تقولي له: “أنا أقدّر فعلًا كيف ساعدتني وأود أن أقوم بأمر لطيف معك أيضًا. سأتّصل بوالدك وأطلب منه أن يحضر لك معه الفيلم الذي تريد مشاهدته.”
عندما تكافئين ولدك بهذه الطريقة، فأنت تبيّنين له عن امتنانك ولست تكافئينه على العمل الذي قام به.
أظهري له النتائج التي يتسبب بها عندما يقترف خطأ: لا نريد طبعًا أن يعاني أولادنا إن كان بإمكاننا تفادي ذلك. ولكنّ الأهل الذين يحمون ولدهم من تبعات تصرفاته يقترفون خطأ فادحًا.
فهدفنا كأهل هو تعليم أولادنا ليصبحوا أشخاصًا مسؤولين سلوكهم حسن عندما يكبرون. فعندما يصبح ولدك بالغًا لن يجد من يحميه عندما يتصرّف بلامبالاة وتهوّر.
عندما يقترف ولدك خطأ ما، لا تحاولي إخراجه من المأزق الذي أوقع نفسه فيه. دعيه يتعلّم الاعتماد على نفسه من خلال تحمّل مسؤؤلية أفعاله وأخطائه.
اعترفي بما يقوم به ولدك عندما يتصرّف بمسؤولية، فالكل يحب أن يتم الاعتراف بأفعاله وتقديرها. فعدنا تسلطين الضوء على سلوكه المستقيم، تشجعينه على الاستمرار بالتصرف على هذا النحو في المستقبل.
أعط ولدك مدخولًا: حثّي ولدك على اتخاذ القرارات المتعلقة بالمال منذ سن مبكرة. سيقترف الأخطاء من دون شك، ولكن لا تصححي أخطاءه بنفسك.
عندما تسنح الفرصة، قدمي له النصح بدلًا من إعطائه التعليمات: امنحي ولدك فرصًا عدّة ليتخذ قراراته بنفسه طالما يعيش تحت جناحيك. لا يعتمد الأولاد على أنفسهم مع مرور العمر إنما يصبحون جديرين بالثقة من خلال تحمل المسؤولية.
لذلك، عليك أن تمنحي ولدك الفرصة ليبين لك ما يستطيع القيام به. وسينمو وينضج أكثر فأكثر من خلال ما يقترفه من أخطاء. على كل حال، عندما تنمحين ولدك الفرصة وتثقين به، سيكبر ليصبح شخصًا بالغًا مسؤولًا وصالحًا.